وقفت يوما مع نفسي ! ! !

وقفت يوماً مع نفسى !!!

الحمدلله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين
من تأمل فى حال الكون يري
انه لا يوجد شئ دائم على حاله فالكون كله فى تغيير مستمر

فليل يعقبه نهار ثم ليل ثم نهار
قال تعالى ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ )الزمر

ويموت انسان ويولد إنسان

وتمر بنا الأيام بين الحزن والفرح
فكل شئ متغير
فمابال التزامنا أيضاً يتغير
بين شده وفتور

وقفت يوماً مع نفسى
فقلت لها: ويحك يانفسى مابك
تغيرتى وتكاسلتى

قالت: لاأنا لم أتغير

قلت: لها بل تغيرتى
فكيف حالك مع ذكر الله وكيف حالك من السنن الرواتب وكيف حالك مع كتاب الله

قالتـ: أااااااااه قل ذكري لله وتناسيت السنن وقل وردي اليومى ياويلى نسيت بعض الأيات
كنت احفظها ولكنى كنت دائمه المراجعه
ياويلى فقد تغيرت لا اعلم ماذا دهانى هل عندك إجابه لسؤالى وغرقت نفسى فى حزن عميق

قلت لها: يانفسى أصابكِ الفتور

قالت:ومالفتور؟

قلت لها: هو سكن بعد حِدَّة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة.
فمرحلة الفتور مرحلة بين الالتزام والانحراف..

قالت: لا انا لم يصيبنى فتور انا لم اقترب ابدا من الإنحراف انا مازلت على الطريق الصحيح لما قلتى أننى أصابنى الفتور

قلت لها: ظهرت عليكِ علامات الفتور

قالت: وماهى علامات الفتور ؟

قلت لها:
تكاسلتى عن السنن والمستحبات، وفي ذلك تشبه بالمنافقين:قال تعالى (وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ)
أصبح قلبكِ قاسى لا يتأثر عند سماع القرءان وذكر الموت: قال تعالى(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ).
لم تعدي تحملى هم الدعوه ولا تحزنى عند انتهاك المحرمات "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"
شغلتك الدنيا وزينتها قال تعالى(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
استهنتى بصغائر الذنوب:قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(إياكم و محقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ، كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم ،
فجعل الرجل يجيء بالعود ، و الرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا من ذلك سوادا و أججوا نارا فأنضجوا ما فيها )

فالمسلم يجد في نفسه أحياناً نشاطاً، وإقبالاً على ربه، وفي حين آخر يجد في نفسه تهاوناً وضعفاً،
وإهمالاً وتركاً. ينتقل من حالٍ إلى حال. ومن حركةٍ ودأبٍ إلى خمولٍ وكسل. ومن صلةٍ طيِّبةٍ وقويَّةٍ بالله إلى صلةٍ ضعيفةٍ به.
وبالتالي ينقلب الميزان الذي يقيس به الإنسان أعماله. وتصبح الأعمال السيئة أكثر من الأعمال الحسنة.
وهذه الحالة الثانية قد يوفق العبد إلى الرجوع إلى سيرته الأولي، وإما أن يَخْلُد إلى الأرض، ولا يؤدي إلا الفرض،
وهذا هو الفتور، ذلكم المرض الخطير الذي يصيب السالكين إلي الله من الدعاة وطلبة العلم وغيرهم من المؤمنين.

واسباب الفتور
انكِ لم تخلصى النيه فى الأعمال والطاعات:قال تعالى
(فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(الكهف: الآية110)
لا يوجد عندك علم شرعى كافى:قال تعالى
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)(فاطر:الآية28).
فإن لزمتى العلم وتعمقتى فى الدراسه زادت خشيتك لله

فتنة الازواج والاولاد والانشغال بهم :قال تعالى (إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ).
البعد عن الصحبة الصالحة قال تعالى(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)
واصبح الصاحب الجديد من أصحاب الهمم الضعيفه أصبحت صحبتك مع من يميعون الدين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل)
الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء -

ولا تنسى العقبات على طريق السالكين: قال تعالى:
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)

وانكِ تفردت /ى وبعدت /ى عن الجماعه: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(- ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان ،
عليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية

قالت: ومالعمل إذاً؟
كيف لى أن أعود؟ ويحى ضللت عن الطريق
وأخذت نفسى تبكى وتعاتب نفسها

فقلت لها :
يانفسى لا تيأسى يانفسى إلى ربكِ فأرجعى يانفسى توبى وعاهدينى على الرجوع إلى الطريق
وضعى يدك بيدى هيا لنبدأ من جديد

قالت: وهل من سبيل إلى الرجوع؟

قلت لها: نعم سأدلك على العلاج
قالت:وماهو علاج الفتور؟

هيا جددي الأيمان فى قلبك وتوبى إلى الله
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

هيا يا نفسى إستشعري رقابه الله عزوجل لكِ وذكرتها بقول الله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)

هيا يانفس لا تتكاسلى عن ذكر ربك قال تعالى: 0 إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩
(206) سورة الأعراف
قال تعالى ( وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ
(19) سورة الأنبياء
أي أنهم في عبادةٍ دائمةٍ ينزهّون الله عما لا يليق به. ويصلون ويذكرون الله ليل نهار لا يضعفون ولا يسأمون.

هيا يانفس إلى مجالس العلم واطلبى العلم وارتقى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ،
وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده )

هيا يانفس اختاري صحبه صالحه ومعهم اعملى و هيا انصري دينك قال تعالى
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

قالت: ولكن اشعر بضعف ولا استطيع ان اعود وإن الله يقبل التوبه فسوف اتوب و لكن
لا يوجد حولى صحبه صالحه وغرقت نفسى ووقفت عن التفكير

قلت لها :يانفس ويحك أرأيتى إن الفتور تمكن منكِ يانفسى إن الله يقبل التوب ولكن
إحذري من التسويف يانفس إن الموت يأتى بغته فهل تأمنى توبه قبل الموت
قال تعالى ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20)
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)
لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)
وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)
أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24)
مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25)
الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26)
قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27)
قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28)
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29)
يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31)
هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32)
مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34)
لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)

فأي الفريقين تختاري يانفس تذكري القبر وظلمته وضمته
تذكري وقوفك بين يدي الله الذي لا تخفى عليه عليه خافيه يوم لا ينفع مال ولابنون
قال تعالى (وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)
إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20)
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21)
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22)
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25)
وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26)
يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27)
مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28)
هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29)
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30)
ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31)
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)

فقالت نفسى:
يالله أقبل توبتى وأعنى على التوبه وثبتنى على دينك يارب

وجلست مع نفسى وأخذنا ندعو الله
ودعونا الله ليثبتنا
وتذكرنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا نبي الله آمنا بك وبما جئت به
فهل تخاف علينا؟ قال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء)
الراوي: أنس المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة أو الرقم:
خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال مسلم في الصحيح

هكذا انتهى حديثى وعتابى لنفسى
وتعاهدت أنا ونفسى على الألتزام
والعوده الى الطريق الصحيح
فاللهم أعنى على نفسى

اللهم قنا شر أنفسنا وسيئات أعمالنا

وتوفنا وأنت راضٍ عنا

اللـــــهم آمـــــــين

رائعه جزاك الله خير الجزاء وبارك الله في جهودك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]