عوالم الإنسان ( 2 )

عوالم الإنسان ( 2 )
4-عالم الدنيا:

كل
إنسان في هذا العالم يسعى ليحقق ذاته. وهو يتدرج من الطفولة المتقدمة إلى الطفولة
المتأخرة إلى مرحلة الشباب فمرحلة الرجولة والشيخوخة والكهولة. وفي كل مرحلة يوجد
تغاير من الناحية الجسمية والعقلية والنفسية والفكرية والعواطف. وهذا يجعلنا نؤكد
أن كل مرحلة تحتاج لنمط مغاير في كيفية التعامل والتفاهم والأسلوب إن أردنا حياة
متدرجة نحو الكمال. فالشاب المراهق لا نتعامل معه كما نتعامل مع الطفل لأننا
سنخسره.

والإنسان
في هذا العالم يطمح إلى الكمال. ولكن كلٌ ينظر إلى الكمال بشكل متغاير ومن خلال
ثقافته وما ورثه واكتسبه من بيئته. ومن أشكال الكمال:

1- الكمال
بالشرف والجاه والإنتماء للأسر الشامخة.

2- الكمال
بالإرتباطات الإجتماعية.

3- الكمال
بجمع المال وتكاثر الثروة.

4- الكمال
بالإتجاه الروحي. وهذا هو الكمال المثالي الذي يحث عليه الإسلام. والإسلام لا
يمانع أن يكون الكمال بالشرف والإرتباطات وجمع المال، ولكن يجب أن يكون كل هذا عن
طريق المقاييس الشرعية الإسلامية الصحيحة.

والناس
في الكمال الروحي على أقسام ثلاثة:

1- منهم من
يرى أن الإنسان عندما يقتل غرائزه ويصد النفس عن كل رغباتها وميولها فإنه سيصل إلى
الكمال بالإتجاه الروحي -مثل البوذيين- عن طريق مجموعة من الرياضات كالنوم على
المسامير والتعلق على الأشجار والجلوس في الشمس والماء أشهر.

2- ومنهم من
يرى أن الإنسان عندما يكتسب أربع أمور من الناحية العملية يكون كاملاً. وهذه الأمور
هي: الحكمة، الشجاعة، العفة، والعدالة.

3- والإسلام
يؤكد على كلا الجانبين: الروحي والمادي. فبالغرائز يصل الإنسان إلى الكمال. فما
خلقها الله -سبحانه- إلا ولها آثار إيجابية إن نُظّمت. يقول الله -سبحانه-: {ولا تنسى نصيبك من الدنيا}.

ومن
أهم تأملات عالم الدنيا أن هناك فراقاً كبيراً بين هذا العالم وعالم الأرحام
-مثلاً- من حيث السعة والإنغلاق ومن حيث اللذائذ والإدراكات والمشاعر، وكذلك بين
عالم الأرحام وعالم الأصلاب. وهذا يعني أن بين عالم الدنيا والبرزخ فوارق لن
نستطيع أن نستوعبها مهما أوتينا من إدراك ومعرفة. فمتع البرزخ والقيامة وعذابهما
ليس على مقاييس عالم الدنيا، كما كانت الدنيا ليست على مقاييس عالم الأرحام. ولهذا
ورد في نعيم وعذاب البرزخ والآخرة: (ما لا عين رأت
ولا أُذن سمعت ولا حطر على قلب بشر).

5- عالم البرزخ:

هذا العالم
هو عالم روحي يمر به الإنسان بعد فراق روحه عن جسده. وهو عالم يختلف إختلاف جذري
عن العوالم الأخرى. وهناك روايات تتحدث عن هذا العالم. (القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجو
منه فما بعده ليس أيسر منه).
وفي رواية أخرى (للقبر ضغطة لا ينجو منها
أحد).
ورواية (عذاب القبر ثلاثة أثلاث:
ثلث للغيبة، وثلث للنميمة، وثلث للبول).
وجاء في الرواية: (ارحموا موتاكم بركعتين
دفعاً للوحشة). وفي
رواية عن الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم-: (اذكروا هادم اللذات)، قيل: (وما هادم اللذات؟)، قال: (الموت). وفي رواية
عن الإمام الصادق -ع-: (لو
علِمَتْ البهائم ما في الموت ما أكلتم منها سميناً). فلماذا يمر علينا الموت وكأن لم يكن شيء؟!!.

6- عالم القيامة:

والعالم
الأخير هو عالم القيامة أو عالم البعث أو عالم الحشر. وهذا العالم عالم جسماني،
يبعث الله -سبحانه- الناس بأرواحهم وأجسادهم. والآيات والروايات الواردة عن هذا
العالم تجعل له رهبة: {يوم يفر المرء من أخيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرىء منهم يومئذ
شأن يغنيه}، {يوماً عبوساً قمطريراً}، {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين
ألف سنة}، {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً
يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}، {وقفوهم أنهم مسؤولون}.

ونحن مع
الأسف منشغلون في هذه الدنيا، مع أننا يجب أن نشغل أنفسنا أيضاً بالآخرة. وفي
الرواية الشريفة: (إن في جهنم عقارب كالبغال المعلقة يلسعن أحدهم فيجد حموتها أربعين
خريفاً).

موضوع في غاية الجمال

يعطيك العافيه يا الغلا

» أطيب ما فى الإنسان
» الله لفظ الجلالة وتأثيرة على جسم الإنسان
» نتائج السهر على صحة ونفسية الإنسان
» هل البحر أقوى غدراً ... أم الإنسان؟؟؟؟
» هل تعلمون ما هو أرقى ما يتعلمه الإنسان؟؟؟ ..**