كلمة اعتدنا على سماعها في الآونة الأخيرة .. لكن هل تعرف حقّا ً ما معناها ؟ إنسان حقّه مهضوم وأصله غير معروف وأهله مختفين عن الوجود. لا حق ولا أصل ولا أهل ! استيقظ على الدنيا ليجد نفسه مرميا أمام المسجد أو في الشارع ... قد يظلّ حيّا وأحيانا ً كثيرةً يموت. أمر مؤلم صحيح؟ لا أب يعطف عليه أو أم تحنو عليه.
تعريفه...
اللقطة لغة ً بسكون القاف أو فتحها: ما وجد بعد طلب أي ما يلتقط، وهي بهذا المعنى اللغوي العام تشمل ما يلتقطه الإنسان من بني أدم أو الأموال, أو الحيوان أو غير ذلك.
وعرفاً: هو الطفل المفقود المطروح على الأرض عادة، خوفاً من مسؤولية إعالته, أو فراراً من تهمة الريبة أو الزنا فلا يعرف أبوه ولا أمه, أو لسبب آخر
نبذه أهله بسبب الخوف من الفقر والحاجة أو لفرار من تهمة الزنا...
هي غلطة...انتهت إلى مأساة بل كارثة تمشي على رجلين
فتكوّنت شاهداً لتنكر أبوين لم يدركا حجم الخطأ بل الخطيئة التي وقعوا فيها ولم يتوفر في قلوبهم رحمة ولا خوف من الله بل ولا حتى يوجد لديهم أي وازع إنساني ولم تعرف الإنسانية طريقاً الى قلوبهم فقاما برميه للحياة...
هكذا..!
بوضعه في قارعة الطريق أو أمام باب أحد المساجد أو قرب حاوية قمامة أن لم يكن فيها ليدخل الى الحياة من أوسع أبواب الذل وبدرجة لقيط فيالها من درجة منحاه أياه هاذين الأبوين
رمياه للحياة ذليلاً يواجه مصيراً مجهولاً
فيالها من درجة منحه إياها أبواه وياله من وسام منحوه إياه في أول لحظات ولادته وياله من لقب سجل عليه أبد الدهر (لقيط)
وعلى الرغم من أن لهذه الكلمة من مفردات الأمتهان والمذلة وطأطأة للرأس، فإنّ هذا الإنسان ليس نبتةً شيطانية كما يتصور البعض
بل هولحمة لاتنفصل عراها عن جسد الأسرة والمجتمع بكل ماتعنيه هذه العبارة من حقوق له على المجتمع وواجبات عليه اتجاه المجتمع وخصوصاً إذا تم رعايته وتأهيله ومنحه ما يستحق من الرعاية والحنان المفقود لديه من أبويه وتأهيله لدخول معترك الحياة من أوسع أبوابها عضواً نافعاً للمجتمع
ولكي نقترب من الحقيقة بل ونلامسها ولكي نجسم الصورة ونعطيها بعدها الحقيقي علينا أن نعرف كل مايتعلق بهذه الشريحة وما وقع عليها من ظلم وكيف يمكننا أن نوعي الناس ونرفع عنهم ما وقع عليهم من ظلم و قسوة المجتمع في التعامل معهم.
أرقام...وأسباب...توضح حجم المأساة وخطورتها
مع مقارنة نسبة عدد اللقطاء في العالم العربي إلى مجموع السكان، يتبيّن أن معدل عدد اللقطاء السنوي:
في الأردن 36 طفل لكل 6 مليون نسمة،
مصر 900 لقيط لكل 12 مليون من أصل 75 مليون نسمةعدد سكانها،
السعودية 22 (مليون نسمة) معدل اللقطاء فيها 800 لكل 36 مليون نسمة،
السودان عدد سكانها 36 مليون نسمة ومعدل اللقطاء فيها 1100 لكل 36 مليون نسمة،
المغرب عدد سكانها 30 مليون نسمة ومعدل اللقطاء 1400 طفل لكل 46 مليون نسمة،
تونس عدد سكانها 10 مليون، معدل اللقطاء فيها 120 لكل 12 مليون .
يرجع المختصون الأسباب والدوافع من وراء حدوثها هذه الحوادث إلى:
1 ) تأخير سن الزواج وارتفاع تكاليفه.
2) كذلك التفكك الأسري وغياب الرقابة الأسرية، إضافة إلى غياب أحد الوالدين عن محيط الأسرة بسبب الطلاق والانفصال.
3) كما أن الانتقام والخلافات الزوجية والأسرية واختلاق الخلافات الزوجية من الأسباب إضافة إلى التفاوت الملحوظ بين طبقات المجتمع .
4) وتساهم زيادة العمالة الوافدة و الاغتصاب وتخلي الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد عن أدوارهم في التربية إضافة إلى الانفتاح والعولمة والتطور التكنولوجي التي يؤدي إلى نشوء علاقات غير شرعية.
ويذهب بعض الباحثين إلى أن الأرقام التي تنشرها هذه الدولة أو تلك على استحياء، منخفضة جدا، بسبب “الواقع المنحل وانتشار الإباحية والسفور” بشكل خطير في المجتمعات العربية.
1) تكثيف حملات توعية الفتيات بعدم تصديق شعارات الحب المزيفة والحرية المفرطة التي تبثها وسائل الإعلام.
2) توعية الآباء بسلبيات التكنولوجيا الجديدة وتأثير كل ذلك على سلوك الأبناء ومتابعتهم بشكل جيد.
وهنا نحتاج الى وقفة لنناقش ماقالته الدكتورة ريم في نقطتها الأولى; وأول ما يجب أن ننتبه له ونعمل على حله هو أن نقوم بحملة توعية مكثفة وبكل الوسائل المتاحة وأول تلك الوسائل وأهمها الأبوين طبعاً في أن نوصل رسالة واضحة جلية وبطريقة تقبلها وتفهمها الفتاة المراهقة (وهذه مهمة جداً) بأن تتخلى عن وهم الحب وتقول كفى للركض وراء السراب الذي صورته لنا وسائل أعلام الغرب متبعين معنا كل الطرق والوسائل من أفلام ومسلسلات ووسائل أعلام أخرى مرئية ومسموعة ومكتوبة ألا وهو الحب الذي أوقع الفتياة الرقيقات الطيبات في فخاخ الوحوش والذي كان من أخطر نتائجه هذه الشريحة الإجتماعية المظلومة، ألا وهي اللقطاء.
3) التأكيد على أن قضية هذه الفئة هو مؤشر خطير لا تقتصر على شريحة دون أخرى أو طبقة اجتماعية غنية أو حتى فقيرة ولكن الفئة الأكثر التي تتحمل العبء مضاعفة هم الفقراء وأما نساء الطبقة الغنية فتتفادى استمرارها بالحمل والإسقاط في مراحل مبكرة جداً نتيجة الظروف المادية المهيأة لها في ظل التغيرات والتبدلات الكثيرة التي اجتاحت بيئتنا والمختلفة التي تختلف. ولا يستطيعوا الاعتراف بهم ويكون مصيرهم الملجأ
والسؤال كيف نحد من تفاقم ذلك؟ وما هي الجنسية التي يتم منحها للقطاء؟
كلها أسئلة تستوجب من الجهات المختصة والمسئولة مراجعات دقيقة للتخفيف من هذه الحالات الإنسانية الكثيرة والمهمشة وبالتالي على القانون أن يكون واضحا في قول كلمته.
إذاً، نحن بحاجة الى قوانين تصدر من كل الدول وبالذات الدول الأسلامية فهي الأحق والأجدر بأن تكون أول من ينصف هذه الشريحة ويصدر كل القوانين اللازمة لرفع ذلك الظلم عنهم وجعلهم عضواً فاعلاً في المجمتع ومساهمة كل مؤسسات الدولة وكلُ حسب اختصاصها لكي توعّي الشعب والأمة بضرورة تجاوز تلك النظرة الدونية عن اللقطاء من بعد أن تزيل عنهم حتى هذا المسمى (اللقطاء ) وأن تصدر كل القوانين التي تحفظ لهم حقهم وتحدد ما عليهم حالهم حال باقي شرائح المجتمع
من بعد أن تمنحهم كل الحب والحنان المطلوب وتمنحهم كل الرعاية ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع وفاعلين فيه وأن تعمل وبكل الوسائل على تشجيع كل الأسر الميسورة على كفالة اليتيم.
ولمعرفة الأحكام الشرعية
التي تخص تلك الشريحة أدعوكم للدخول على هذا الرابط :
موضوع: رد: (اللقيط)خطيئة تمشي على قدمين وواقع لا يقر به مذنب تحتضنهم حاويات القمامةويلفظهم المجتمع باسم الفضيلة السبت أبريل 16, 2011 4:10 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والله انه لموضوع رائع ويستحق ان يكون الموضوع المميز فجزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يملك المسلم قلبا رحيما فهو انسان سعيد بحق لأنه لايستطيع أن يترك المسكين او الفقير او الضعيف بدون مساعده ..يملك قلباً مليئ بالدفء والحنان وهو بذلك قريب من ربه بعيد عن المعاصي بإذن الله..
لكن عندما يكون قلب المرء قاسيا فهذا مأساة تجر خلفها مأساة وأولهم اسرة ذلك الانسان كيف تتعايش معه أو تصبر على قسوة قلبه وضيق خلقه..
هذا قسوة قلب على من حولك..
فكيف لو كان المرء قاسي القلب نتيجه جرم ارتكبه ولخوفه من الفضيحه يطاوعه قلبه او قلبها لرمي ثمرة ذلك الخطأ وأقصد بذلك الطفل اللقيط..
نعم..اللقيط..
ذلك اليتيم الذي يعتبر أشد يتماً من اليتيم لاأخون ولا أم ولاأب ولا أخوال ولاأعمام ولا عشيرة وأسم ينتسب إليها..
يالله..
طفل يأتي للدنيا ببرأة الاطفال ويرمى كرمي المخالفات المستغنى عنها....
هنا حتى الحبل السري لم يقطع..رموه مباشرة بعد الولاده... [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بل قسوة قلوبهم رمو هذا الطفل بحديقة وهو حي يرزق لاحولا ولا قوة الا بالله..
زوج خرج الفجر لإداء صلاة الفجر فتفاجأ بوجود لقيطه طفلة عند باب المسجد اخذها وكان عنده ثلاث زوجات الاولى كبيرة بالسن والوسطى والاخيره صغيرتان بالسن ..
الزوجات الصغيرات بالسن رفضن احتضان اللقيطه بينما الكبيرة قبلت بها لأن اولادها قد تزوجو فكانت متفرغه..ربت الفتاة وأحسنت تربيتها وافهمتها أن ابويها ماتا بحادث وأصبحت الفتاة معلمة وبسن الزواج..
بحثا عن زوجا لها فوجدو عائلة اخرى محتضنة يتيم وهو مهندس ماشاء الله..العجيب بالامر أن الشاب قد اخذ اسم اهله المحتضنين يعني فلان بن فلان الفلاني بوجود ال في اخر الاسم أي اسم القبيلة بينما اسم الاب مخالف..يعني اسم الاب مثلا احمد بن خالد بن عبدالله الفلاني(اسم قبيلة) الشاب اللقيط اسمه مثلا محمد بن تركي بن خالد بن عبدالله الفلاني يعني فقط اسم الاب متغير حتى لايكون تبني طبعا الان منع لكن هذا بالماضي ..
المهم..
علما أهل الشاب ان هناك فتاة لقيطه ومعلمة وشهد لها بحسن الدين والخلق فخطبو الشاب للفتاة سأل والد العروسه المحتضن من والد الشاب العريس المحتضن هل العريس يعرف انه لقيط او الف له قصه؟
قال والد العريس لا يظن اننا أهله..فاشترط والد العروسه أن يخبر بالحقيقة حتى لايعاير ابنته مستقبلا وهو في الحقيقة مثلها..
لم يستطع الاب المحتضن اخبار ابنه اللقيط عن قصته او حتى تأليف قصه له لكن...تكفل بالاخبار ابنه الكبير..
دخل الابن الذي يكبر اللقيط بكم سنة وجلس بجانبه واخذ يحدثه عن مكانته بالاسرة وأن قد تعلق الجميع بحبه والشاب ساكت منصت يستمع بكل أدب..
بعد ان انتهى الاخ الكبير من حديثه..كان ينتظر رد اخيه فتفاجأ بقوله..
رد الشاب انا اعرف انني لقيط!!
استغرب الاخ الكبير من رد اخيه له؟
قال كيف؟
قال الشاب اليتيم منذ ان كنت طفلا بالمرحلة الابتدائية الاطفال يعايرونني باللقيط وقد نبهوني باسم والدي يختلف عنكم ولم اتجرأ لسؤالكم تحرجا منكم..
وعندما كبرت كانت التساؤلات في نفسي لماذا اسم والدي يختلف عنكم؟
وعندما كنت بالثانويه بحثت بالامر من ورائكم وعرفت حقيقة أمري ولم أخبركم فحبكم لي وحسن تربيتكم لي اسكتني عن مجادلتي معكم بحقيقة امري..
ثم ضمه وبكى (الكبير ضم الشاب اليتيم)كان صوتهم يعتلي حتى خارج المجلس يالله...رحماك تزوج الشاب المهندس بالفتاة المعلمة وانجبا طفلتان جميلتان وفي طريقها بخط الرياض حصل حادث وتوفي الشاب الخلوق رحمة الله رحمة واااااااااااسعه..
انهارت الفتاة كانت متعلقه به بابعد الحدود..
علم بقصتها رجل كبير بالسن وله زوجات خطبها وقبلت به انجبت فتاة بعد ان كبرن الفتيات طلبت اليتيمة من زوجها ان يخرجها من بيته نظرا ان ابناءه اصبحو شباب وهم لايحلون على بناتها من زوجها السابق..
واخبرته ان اهلها ربوها من مالهم الخاص ولم يصرفو ريالا واحدا من مالها الخاص التي كانت تصرفه الدوله لأيتام جزاهم الله خيرا....
هكذا كانت القلوب الرحيمة تساعد فهذا الزوج ابن قبيله لم يمنعه ذلك من الزواج باللقيطه ليكسب الاجر فيها ..
رحم الله كل قلب رحيم يخاف الله ويشعر بمأساة اخوه المسلم..
موضوع: رد: (اللقيط)خطيئة تمشي على قدمين وواقع لا يقر به مذنب تحتضنهم حاويات القمامةويلفظهم المجتمع باسم الفضيلة السبت أبريل 16, 2011 8:37 pm
اللقيط خطيئة من فعلوا الفاحشة الذنب ليس ذنبه حتى تنفر الناس منه انا افضل ان يقال لهم ايتام *** بارك الله فيك يا صمت على الموضوع المميز وجعل ماكتبت في ميزان حسناتك
موضوع: رد: (اللقيط)خطيئة تمشي على قدمين وواقع لا يقر به مذنب تحتضنهم حاويات القمامةويلفظهم المجتمع باسم الفضيلة الأحد أبريل 17, 2011 1:04 am
موضوع جدا راااائع وصرااااحة ما ادري وش أقوووول أخرستني العبارات فلزمت الصمت لا حول ولا قوة إلا بالله []تبكي العيووون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والقلوب لهذة المناظر والماسي جزاااااك الله خير []مووووضووووع جدااا رائع ومميييز[الله يجعلة في موازيين حسناتك سلمت يدااااااااك أسأل الله ان يحرم أيديكن عن نار
اللقيط طفل يفد إلى الدنيا وحيدا.. مهجورا حتى تلتقطه أيدي أهل الخير، فينشأ يتيما.. ولكنه يتم من نوع خاص، صنعه البشر ولم يتدخل فيه القدر.. فالأب والأم كلاهما حي يرزق، ولكنهما يتنكران لدورهما الطبيعي ويهربان من مسئوليتهما، ويتركان وليدهما الذي يدفع ثمن ليلة عابثة يواجه مصيره المجهول بمجموعة من الاسئلة قد يظل حياته كلها أسيرا لها، لتبدأ حياته في قسم الشرطة، الذي قد يعود إليه في أي لحظة فالطريق أمامه مليء بالصعوبات والمنحنيات الخطرة التي قد لا ينجو منها.
محيط ـ نرمين صبري وبدرية طه
ولفظ لقيط يعبر تماما عن الطريقة أو البوابة التي يدخل منها هؤلاء الأطفال إلى عالم البشر، حيث يتم التقاطهم إما من فوق الأرصفه، أو مداخل دور العبادة، وأحيانا من دورات المياه بالمستشفيات، وقد لايتورع هؤلاء الذين يريدون التخلص من طفل عن إلقائه في صناديق القمامة، حتى يهيء الله له من يلتقطه.
غريزة الأمومة فطر الله عليها كل المخلوقات، لم يختص بها كائنات دون أخرى، لكنها تظهر بوضوح أشد لدى الإنسان، وعندما يحدث العكس يصبح هذا الأمر ولا شك مثارا للدهشة، فعندما عثر على الطفلة " دينا " في كرتونة صغيرة على أحد الأرصفة، كان بجوارها كرتونة أخرى بها أربعة من الكلاب الصغيرة تحتضنهم أمهم جميعا دون أن تمس المولودة بأذى، تصف إحدى السيدات التي شهدت هذه الواقعة ما رأته قائلة: نزع الله الرحمة من قلب أم هذه الطفلة ليضعها في قلب الكلبة التي كانت تحتضن الوليدة بين أرجلها كما لو كانت ترضعها مع أولادها.
عم "ابراهيم "عامل نظافة بسيط كل مهمته تفريغ صناديق القمامة الكبيرة الموجودة بالأحياء، أثناء تأدية عمله بأحد الشوارع المشهورة بحي المهندسين سمع صرخة مكتومه أسفل القمامه بقاع الصندوق، بذل مجهودا كبيرا حتى وصل لمصدر الصوت، فوجدها طفلة صغيره محشورة وسط أكوام من الزجاج المكسور تسبب في إصابتها بجروح عديدة معها لم تعد المسكينة تقوى حتى على البكاء, حمل الطفلة هو وزملاؤه وسط تعجب المارة وهم لا يكادون يرون ملامحها من أكوام الحشرات التي تجمعت حول جسدها النحيل والتي عجزوا عن إبعادها عنها، وتوجهوا بها لقسم الشرطة ومنه لدار للأيتام وهناك "نقعوها" في الماء ما يقرب من ساعة حتى انفضت عنها الحشرات التي تركت عليها علامات واضحة لم تذهب آثارها لشهور طويلة.
حياة وموت
أن تسمع صوتا يخرج من بين القبور فهو بلا أدني شك أمر يثير الفزع، هذا ما حدث مع السيدة حسنية محمد أثناء زيارتها لقبر زوجها، عندما سمعت بكاء طفلة يخرج من قلب قبر مجاور، في البدايه تطرق عقلها إلى أن هناك طفلا تم دفنه حيا على سبيل الخطأ، ولكن بعد أن تتبعت الصوت وجدت ما لم يكن في الحسبان، فبين شواهد القبور فوجئت بفأر كبير الحجم يقرض جسد طفلة حديثة الولادة والدم يسيل من أجزاء كثيرة من جسمها الصغير، تخلت الأرملة عن صدمتها بسرعة وسارعت بحمل الطفلة إالى أقرب مستشفى لمدواة جرحها والعناية بها طبيا، ولأنها لم تنجب من زوجها الراحل قررت أن تكفل الصغيرة بعد أن شعرت ان العنايه الإلهية أرسلتها خصيصا لإنقاذها من موت محقق.
التوأمان
أثناء مرور الحاج اسماعيل في شوارع المعادي في إحدى الليالي الشتوية الباردة، اصطدم بكيس أسود اللون كاد أن يطأه بقدميه لولا أن صدر منه صوتا انخلع له قلبه، فاقترب منه على حذر خوفا من أن يكون به شيء يضره، ليجد به توأمين لم يتعد عمرهما ساعات قليله، فحبلهما السري غير مربوط وهم ما بين الحياة والموت بسبب برودة الجو من جهة وتعرضهم للاختناق داخل الكيس من جهة أخرى، توجه الحاج "اسماعيل" لدار أيتام قريبة بالحي وسلم الطفلين، وهناك أخبراه بفصل الشقيقين لأن قوانين الدار تمنع الاختلاط بين الذكور والإناث، ليفترق التوأمان قبل أن يرى كل منهما الآخر ويضيع السند الوحيد المتبقي لكل منهما في هذه الحياة.
أرقام مفزعة
وقد وصل عدد الأطفال الذين عثر عليهم دون نسب أو أهل في أماكن مختلفة بالسعودية في عام 2002 الى 484طفلا، بمعدل ستة أطفال يوميا، كذلك عثر في العام نفسه على 405 طفل لقيط بمدينة الخرطوم، أما في مصر فمن بين مايزيد على العشرة آلاف نزيل بمؤسسات رعاية الأيتام، يمثل اللقطاء نسبة 90% منهم بلغ عددهم ما يزيد عن التسعة آلاف لقيط.
وينشأ هؤلاء الأطفال في ظل بيئة صنعتها لهم إدارة الرعاية البديلة التابعة لوزارة التضامن بين أشخاص يحاولون القيام بما كان يفترض أن يقوم به الأب والأم، ولكنهم بطبيعة الحال لا يستطيعون أن يكونوا بديلا كاملا، بل إن هؤلاء البدلاء يتغيرون بتغير المراحل السنيه للصغار، فبين مرحلة ومرحلة وكلما تقدموا في العمر سنوات تتولاهم أيد جديدة، وهذه التغييرات تصيبهم بهزات نفسيه تؤثر على سلوكهم ليس في الحاضر فقط، بل تمتد آثارها للمستقبل وتلازمهم ما بقوا على قيد الحياة.
يقول الاستاذ عبد المنعم عبد المجيد مدير جمعية "الطفولة السعيدة" للاطفال مجهولي النسب بمحافظة القاهرة : تقوم الشرطة بتحرير محضر فيما تأمر النيابة بإيداع الطفل في إحدى مؤسسات الرعاية التابعة لوزارة الصحة ، ويتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم خاصة أن بعضهم يكونوا مرضى بسبب وجودهم في أماكن ملوثة في الطرق لفترات طويلة، فيما يتم استخراج شهادة ميلاد للطفل تحمل أسماء وهمية للأب والأم، ثم تتولى أمهات بديلات مهمة إرضاع الأطفال حتى يبلغوا عامهم الثاني نظير مبلغ تقدمه وزارة التضامن الاجتماعي، وقد تمتد فترة إقامتهم لديها حتى أربع سنوات، وأحيانا تكون هذه الفترة من أسوأ المراحل عند بعض الاطفال. فمنذ خمس سنوات وصل إلينا طفل صغير لم يتجاوز الرابعة من عمره، ولاحظت أنه لا يستطيع النوم على ظهره وعندما فحصته، فوجئت بعلامات تعذيب شديدة على ظهره، وقال لي بكلماته البرئية : الحاجة بدرية –الأم البديلة- ضربتي بالخرطوم وأخذت أكلي وأعطته لابنها، فالوزراة تصرف وجبات لهؤلاء الأطفال لكنهم لا يسلمون من طمع من حولهم.
ويتابع الحديث : معاناة الطفل "مجهول النسب" الحقيقية تبدأ مع دخوله المدرسة، حين يرى اهتمام أولياء الأمور بزملائه في المدرسة فيعود إلى الدار وعلى أكتافه الصغيرة هموم وتساؤلات لا يستطيع تحملها .
ذات يوم عادت واحدة من بناتي بالدار من المدرسة وهي تبكي بشدة لتسألني أين بابا وماما؟ .. فحاولت تهدئتها وأخبرتها أن والدتها توفيت أثناء ولادتها، وأن والدها لحق بها بعد بثلاثة أشهر، وبالفعل اقتنعت الطفلة وانصرفت وقلبي يتمزق عليها من اللهفة التي ارتأيتها بعينيها البريئتين على معرفة الحقيقة الأليمه التي تنتظرها .
ويؤكد مدير الجمعية أن الدار تسعى لتأمين مستقبل هؤلاء الأطفال، حيث يتم وضع مبلغ 12 ألف جنيها باسم كل طفل في أحد البنوك من حصيلة التبرعات التي تُقدم للدار ، فضلا عن شقة يتسلمها عند الزواج سواء كان شابا أم فتاة .
مسلسل الحرمان
ويتعرض "مجهول النسب" الذي وجد نفسه وحيدًا في معركة الحياة للعديد من المواقف الصعبة الأخرى، فهاهي "صفاء " إحدى الفتيات التي التقيت بها داخل الجمعية، والتي لفت جمالها الهادئ وأخلاقها أنظار شاب كان يعمل ميكانيكيا بجوار الدار .. فقرر الزواج منها .. بادلته نفس المشاعر التي لم تتجاوز حد النظرات، وشعرت أن مأساتها قد انتهت ورسمت صورة وردية لمستقبلها معه، وجاء بأهله لخطبتها وهو يعلم أنها فقط طفلة يتيمة .
رفضت "صفاء" أن تبدأ حياتها بالكذب وقصت عليه كيف تركتها والدتها فور ولادتها بإحدى المستشفيات وهربت بعد أن أخطأت وحملتها سفاحا .. فقال لها دون تفكير: لن أستطيع الزواج من لقيطة، وتركها وانصرف دون كلمة وداع .
وهناك أيضا "سميرة" التي لا تكف عن البكاء والتي تحدثت من خلال دموعها قائله: فتحت عيني على الدنيا في منزل سيدة ثرية كانت لا تنجب، عاملتني كما لو كنت ابنتها ولكن السعادة لا تدوم ، فقد أصيبت بالسرطان وماتت لأجد نفسي مرة أخرى في الشارع، لم أجد لي مأوى بعد أن طردني ابن اختها.. فعملت كجليسة لمسنة تعاني من مرض السكر .. وهناك تعرفت على أحد الجيران جمعت قصة حب تشبه الاساطير بيننا .. أخفيت عنه حقيقتي تمامًا .. وتزوجنا .. ومعه عرفت معنى السعادة الحقيقة وتوقفت عن الكلام وفتحت حافظة كانت بجوارها بها صورة طفلة صغيرة تملأ البراءة وجهها وقالت لي إنها ابنتها، وتابعت حديثها قائلة : كنت أنا وزوجي وصغيرتي في حديقة الحيوان، عندما اصطدمت بابن أخت السيدة التي ربتني والذي فضح حقيقتي أمام زوجي، فضرب بعشرة دامت سبع سنوات عرض الحائط ولم ينطق سوى بكلمة واحدة "إنتِ طالق".. توسلت إليه أن يدعني أربي ابنتي لكنه لم يرحم ضعفي وسافر بها خارج البلاد ، فقررت العمل في الدار لأحاول تعويض الصغار حنان الأم الذي يفتقدوه ولأجد فيهم سلوى عن ابنتي التي فقدتها .
للثروة حسابات أخرى
ويتجسد الطمع فيما يفوز به هؤلاء اللقطاء من مال في قصة شاب وجدت فيه أسرة ثرية شاء الله أن تُحرم من الإنجاب أملا لها في المستقبل، بعد أن جلبته من إحدى دور رعاية الأطفال وعمره لم يتجاوز الشهر ... تنعم الصبي في خير السيدة وزوجها الذي منحه اسمه . دخل المدرسة وتفوق في دراسته.. ولكن يبدو أن مثله دائما على موعد مع الشقاء ...فقد انتظره أقارب السيدة التي قررت كتابة كل ثروتها باسمه أمام مدرسته وأخبروه بحقيقة نسبه المجهول .. فأصيب بانهيار عصبي وهرب من المنزل ... وسيطر الظلام من جديد على حياة الاسرة التي بذلت قصارى جهدها في البحث عنه حتى وجدوه، ليأكدوا له أن والديه توفيا وهو صغير .
وعادت السعادة للبيت من جديد .. إلا أن محاولات الطامعين لإزاحة الفتى من طريق حلمهم في السيطرة على الثروة لم ينتهي، فحاولوا دس السم له أكثر من مرة ولكن عناية الله أنقذته .. وفي يوم قررت السيدة وزوجها إخبار الصبي بالحقيقة حتى لا يُصدم وبالفعل نجحا في مهمتهما ... ووصل إلى الجامعة وكان شديد الذكاء والوسامة وارتبط بإحدى زميلاتها فقررا أن يكملا حياتهما معًا .. وأخبرها بحقيقته ..فلم تتأثر مشاعرها ناحيته ووافقت على الارتباط به .. وقبل الزفاف بوقت بسيط عادت خطط الأقارب للظهور من جديد فذهبوا إلى والد العروس ليخبروه بأن العريس المنتظر "لقيط" .. لكن يشاء الله مرة أخرى أن يرد كيدهم، ويخبرهم أهل الفتاة أنهم يعلمون الحقيقة كاملة وأنهم وافقوا على إتمام الزواج.
معًا نتحدى الحياة
ورغم قسوة حياتهم لمحت في عيون الكثيرين منهم بريق التحدي ولمعان الأمل في المستقبل، فبداخل "الطفولة السعيدة" التقيت شابة لم تتجاوز 28 عاما تحمل على يديها طفلة صغيرة لا تكف عن مداعبتها، سألتها من أنت؟ أجابت ضاحكة أنا بنت الجمعية وجئت لزيارة إخوتي ..أدهشتني صراحتها فسألتها ومن هذه الصغيرة فأجابت ..هي ابنتي وشرعت تحكي قصتها قبل أن أسألها : أمي تركتني في مرحاض مستشفى للولادة لأواجه الحياة بقلب كسير، نشأت في منزل إحدى الأمهات البديلات حتى أتممت السادسة، لم أتذكر يوما أنني سمعت كلمة حنان واحدة في بيتها.. ثم انتقلت للجمعية وعندما وصلت لسن الزواج بدأ الخطاب يطرقون الباب .. تقدم لخطبتي أمين شرطة ومعه والدته التي نظرت لي بمنتهى الاستهانة والاحتقار، فقررت أن اغلق الباب أمام كل هذه المحاولات حتى أحافظ على ما تبقى لي من كرامة. وتابعت : اقترب مني زميلي في الدار وطلب مني الزواج ، فشعرت أنه سيكون الزوج المناسب لتشابه ظروفنا ولن يحاول أحدنا إهانة الآخر .. وبالفعل تم الزواج وأنجبنا ثلاث بنات .. نسعى معا على تربيتهم وتعويضهم بالحنان الذي حُرمنا منه طيلة حياتنا، ويقول لي زوجي دائما .. أتمنى أن ألبي كل حاجات بناتي حتى أرى في عيونهم الفرحة التي لم نشعر بها طيلة حياتنا.
وعندما سألتها عن أمنية لها قالت :" أتمنى رؤية أمي في المنام حتى أحاسبها وأسألها لماذا فعلت ذلك بي .. وأي ذنب اقترفت حتى تعاقبني كل هذا العقاب .. لقد شعرت بسكين يشق صدري يوم عيد الأم .. كنت في مشكلة كبيرة وتمنيت أن أجدها بجواري تشاطرني همومي ومشاكلي .. ولكني كتمت دموعي حتى لا يعلم أطفالي الصغار حقيقة أمري.
ضحك كالبكاء
وفي الغرفة المجاورة التقيت "مي" شعلة النشاط والحيوية، وصاحبة الابتسامة التي لا تغيب كما يطلقون عليها، تقول من خلال ضحكاتها : لا أعرف أين تركتني أمي في صندوق قمامة أم على باب مسجد لن يفرق معي المكان، في النهاية أنا في الشارع بلا اسم أو عنوان أو هوية .. أخبروني بالحقيقة وأنا في السادسة عشر من عمري ..سألت نفسي كيف استطاعت أمي أن تلقي بضناها في الشارع ..ألم يكن هناك حلا آخر، وعندما فشلت في العثور على إجابة قررت أن أطوي هذا العذاب وأكمل دراستي حتى أكون من أريد .. والحمد لله استطعت بشخصيتي واجتهادي أن أكتسب حب من حولي واحترامهم.
وفي النهاية فملف الأطفال مجهولي النسب سيظل مفتوحا .. فاللقيط إنسان يستحق منا أن نتعامل معه مثلما نتعامل مع أي إنسان آخر، لا أن يكون موضع للسخرية والتهكم، لأننا بذلك ندفعه إلى حافة الهوية ونصنع منه مجرما ناقما على المجتمع يسعى فقط للانتقام منه
موضوع: رد: (اللقيط)خطيئة تمشي على قدمين وواقع لا يقر به مذنب تحتضنهم حاويات القمامةويلفظهم المجتمع باسم الفضيلة الإثنين أبريل 18, 2011 1:12 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أن الطفوله أجمل ذكرى في هذه الحياة.. وأجمل مايكون بها هي الأشياء التي مررنا بها.. وبيده الانسان أن يحطم هذه الأيام الجميلة أو يجعلها ذكرى تعيسة إلى الأبد... ومن أسواء الأمور أن يتخلي الأنسان أياً كان ذكراً أو أنثى عن الأبوة الحقه والأمومة الصحيحة... وبين يدي قصة لشاعر صور هذه الأبوة ناقصة وغير مكتملة ومشو هة ونحن هنا لا نتشفي بهما معاذ الله ولكننا فقط نشعر بالأسى الذي سيواجه هذا الطفل اللقيط وهي لشاعر صياد....
من سمع قصة حياتي لا بد ان راسه يشيب الحياة صعبة عليا وكشرت انيا بها جيت لدنيا وحيدن لاحبيب ولاقريب لا ابو لا ام تاخذني بوسط اهدابها هم سموني لقيط وفاقد لجرحي طبيب شفتوا شصار لعيوني فارقت احبابها دايم اسال من انا وياليتني القي مجيب لمني حضن الرصيف وامي زاد اذنابها ليه متبرين مني ومنكم عمري صويب البشر تنظر لي نظرة ما عرفت اسبابها حطموني واحرقوني واتركوا قلبي بلهيب نامت بصدري جروحي ولقعدت من مابها مستحيل اني اعيش وشمس عمري ماتغيب امي تحذفني وانا اسقط من طعون اغيابها وين امي ؟وين ابويا اتركوني كالغريب من يصدق هالبراءة تندفن بترابها كل طفل حلمه وطموحه من الحنان ياخذ نصيب تنعمي عيوني وانا ابكي..ابكي من ماصابها طير ومكسور الجناح وهالسهم جرحه عطيب ليه الدنيا بوجهي سكرة ابوابها
اعجبتني فنقلتها لكم
(اللقيط)خطيئة تمشي على قدمين وواقع لا يقر به مذنب تحتضنهم حاويات القمامةويلفظهم المجتمع باسم الفضيلة