هل البيرة الخالية من الكحول (حلال أم حرام)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انها تباع في محلاتنا التجارية بكميات كبيرة جدا
الى كل من يحتار في أمر البيرة الخالية من الكحول أو التي بدون كحول
الى كل من يظن أنها حلال لمجرد أنها تصنع في المملكة العربية السعودية
الى كل من يشربها جهارا نهارا ظنا منه أنها حلال وأباحها علماء الدين
فليستمع الى فتوى الشيخ العلامة أسامة عبد الكريم الرفاعي حفظه الله
بعد قيامه مع فريق من الأطباء والمخبريين والمختصين بعمل دراسة وبحث علمي حول الموضوع
وأنا أنقل لكم هذه الفتوى بحذافرها كما جاءت
وأنا مجرد ناقل لها راجيا من الله الأجر والثواب
اللهم تقبل منا صالح الأعمال واجعلها خالصة لوجهك الكريم
آمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الفتوى
يقول الشيخ
أخذنا زجاجة (قنينة) كتب عليها"بيرة بدون كحول" ودفعناها الى مخبر في دمشق متخصص بتحليل المواد الغذائية
والصناعية
حللنا المادة في الزجاجة وتبين أن فيها 0,004 من الكحول المركز
وتثبيتا من صحة هذا التحليل عن طريق ادارة البحوث"ونحن نعلم كم في هذه الادارة من دقة"
أثبتت الادارة صحة هذا التحليل
ولكن هناك من يقول ماذا تعني 0,004 هل هذه مسكرة؟
(0,004 تعني أنه اذا كان لدينا 1000 غرام فهناك 4 غرامات فيها من الكحول )
تابعنا الدراسة بعد أن شكك أحد الأخوة في هذا وقال لنا"ياأخي الخل فيه 0,004 كحول وربما أكثر"
فاتصلنا بهيئة المقاييس والمواصفات السورية وقلنا لهم الخل الطبيعي كم فيه من الكحول؟
فكانت الاجابة
أن الخل حين يتحول (أي من الخمر الى الخل) فانه بعد ذلك يكون عديم الكحول
أي نسبة الكحول فيه صفرا بالتالي فالتشكيك كان في غير محله
ثم بعد ذلك أتينا الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم لنعلم هل النسبة قليلة يمكن التجاوز عنها أم هي كثيرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
"ماأسكر منه الفرَق فملء الكف منه حرام"
وهذا ورد في توضيح الحديث
"ماأسكر كثيره فقليله حرام"
الفرَق وعاء كان يغتسل فيه النبي صلى الله عليه وسلم
وتقول كتب اللغة أن الفرَق سعته ثلاثة أصع (جمع صاع) والصاع يعادل حوالي 3,1 ليتر
وبالتالي هي 9,3 ليتر
ما قاله صلى الله عليه وسلم في حديثه أن الذي يشرب من أي مشروب سعة فرَق (9,3 ليتر) ويسكر
فكمية قليلة من هذا المشروب ولو كانت ملء الكف هي حرام
نعود الى البحث
لو ملئنا فرَق بمشروب بيرة بدون كحول وحسبنا كمية 0,004 لوجدنا أن الفرَق فيه 37 غ كحول خالص
والسؤال الآن هل هذه مسكرة؟
قمنا باستشارة أهل العلم وهم أطباء متخصصون بالأمور النفسية فأجابونا بأن
نسبة الكحول في الدم في رأي الطب الشرعي في فرنسا اذا كانت 0,8 غ/ليتر أو أكثر فيعتبر السائق سكران
ويعاقب وتسحب منه رخصة قيادة السيارة
وفي أمريكا هذه النسبة هي 0,3 غ/ليتر في الدم
أخذنا الحد الأعلى (0,8 غ/ل) تساهلا وذلك تماشيا مع الطب الشرعي الفرنسي
وسألنا أطباء النفسية ما هي الكمية التي يحتاج أن يشربها الانسان لتصل نسبة الكحول في دمه الى 0,8 غ/ل؟
فكان الجواب 6 غرامات
أي اذا شرب الانسان 6 غرامات يسكر (ينتشي)
بالعودة الى الفرَق وفيه 9,3 ليتر بيرة بدون كحول حيث وجد فيها بالحسابات 37 غ كحول خالص
نجد أن الفرَق يسكر و بالتالي "ماأسكر منه الفرَق فملء الكف منه حرام"
اذا 0,004 حرام ولا يوجد أي تردد في هذه الفتوى
فمقياسه صلى الله عليه وسلم واضح
ويقول الشيخ أسامة الرفاعي في نهاية كلامه أن الدراسة بوثائقها الكاملة متوفرة لمن أراد الاطلاع عليها
انتهت الفتوى
رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرة
لا تنسونا من دعوة صالحة
